1997 افتتاح مسجد إبراهيم الإبراهيم بجبل طارق، تفاصيل وصور نادرة
مسجد إبراهيم الإبراهيم، المعروف أيضا بإسم مسجد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود أو جامع خادم الحرمين الشريفين، هو مسجد في الناحية الجنوبية من جبل طارق، في أوروبا.
استقر غالبية المغاربة في جبل طارق عندما أغلق فرانكو الحدود في عام 1969. وكانوا يشغلون مناصب الخدمة العامة المسؤولة عن عمليات البناء والملكية والخدمات حول حوض بناء السفن. وافتتح بعضهم متاجرهم الخاصة، ولا يزال الكثير منها يبيع المأكولات ويمتهنون الحرف المغربية إلى يومنا هذا. واليوم، يشكل السكان المسلمون جزءًا من مجتمع جبل طارق المتنوع.
قبل إنشاء هذا المسجد، كان لدى مسلمي جبل طارق مبنى صغير يعمل كمسجد يحمل إسم مسجد طارق بن زياد ولا زالت تقام فيه الصلوات إلى يومنا هذا، ويقع في منطقة ميناء جبل طارق البحري، لكن المبنى كان مجرد مبنى بسيط.
سافر إلى إسبانيا وفد من مغاربة جبل طارق وتوجه إلى قصر أمير سعودي بمدينة ماربيا بجنوب إسبانيا، وسلم للأمير طلبا -بإسم الجالية الإسلامية المغربية إلى الملك فهد رحمة الله عليه- لبناء مسجد ومركز إسلامي بالصخرة.
استجاب الملك فهد لطلب الجالية الإسلامية المغربية بجبل طارق وأعطى رحمة الله عليه أوامره ببناء مسجد ومركز إسلامي، على نفقته الخاصة،
وحسب وكالة الأنباء السعودية في التاسع من أغسطس 1995 أن وزير الشؤون الدينية الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وضع الحجر الأساس للمسجد في احتفال أقيم يومها، في منطقة رأس أروبا بالضاحية الجنوبية حيث نزل الفاتح طارق ابن زياد مع جيشه الإسلامي، ويقع المسجد بجوار صهريج كبير يعود تاريخه إلى العصر الإسلامي لجبل طارق.
صورة نادرة للملك سلمان (أمير الرياض آنذاك) أثناء كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح مسجد جبل طارق.
واستغرق عامين لبنائه بتكلفة ثلاثين مليون ريال سعودي، حوالي 5 ملايين جنيه إسترليني، وكلف اقتناء أرض مساحتها 985 متر مربع بأغلى تكلفة للمتر المربع على الإطلاق في أوروبا. وكان المبنى هدية من الملك فهد عاهل المملكة العربية السعودية للجالية الإسلامية بجبل طارق.
تم افتتاحه رسميا من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- عندما كان أميراً لمنطقة الرياض في عام 1997م، وقد تم افتتاحه رسميا يوم 5 ربيع الثاني 1418هـ الموافق 8 أغسطس 1997م.
الملك سلمان والأمير عبدالعزيز بن فهد أثناء افتتاح مسجد جبل طارق ومركزه الثقافي والإسلامي، عام 1997م.
افتتح الشيخ علي مُلَّا -مؤذن المسجد الحرام- الإحتفال في جبل طارق بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وألقى الملك سلمان (أمير الرياض آنذاك) الكلمة الإفتتاحية وبعده الأمير عبدالعزيز بن فهد.
الشيخ علي ملا، مؤذن المسجد الحرام، يفتتح الاحتفال في جبل طارق بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.
وحضر حفل الإفتتاح وزير العدل الشيخ عبد الله بن محمد آل الشيخ، ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور عبد الله التركي، ومدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور صالح العبود، ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبد الله الشبل، وفضيلة الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام، وفضيلة الشيخ علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي، وفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام، ونائب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، ومفتي كرواتيا شوقي عمر، ومفتي ألبانيا مصطفى صبري كوتشي، وأحمد ولد المرابط مفتي موريتانيا، والدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبيد.
صورة نادرة للملك سلمان (أمير الرياض آنذاك) أثناء كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح مسجد جبل طارق.
كما حضر الحفل شخصيات من جبل طارق وعلى رأسهم رئيس وزراء جبل طارق بيتر كاروانا. وذكرت وسائل إعلام أوروبية أنه عندما تم افتتاح هذا المسجد، تم فرض إجراءات أمنية مشددة للغاية حول الموقع وكان هناك أكثر من ستين سيارة فاخرة.
الأمير عبدالعزيز بن فهد أثناء إلقائه كلمته في افتتاح المركز
كانت الإجراءات غير اعتيادية لأن حفل التدشين حضره شقيق الملك الراحل فهد الذي كان أيضًا راعي بناء هذا المسجد، الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود (ملك المملكة العربية السعودية حاليًا) والابن الأصغر للملك ملك المملكة العربية السعودية (في ذلك الوقت) الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز ، إلى جانب العديد من أفراد العائلة الملكية السعودية والضيوف المدعوين
صورة حديثة لمسجد إبراهيم الإبراهيم بجبل طارق
عمارة مسجد إبراهيم الإبراهيم جبل طارق:
تم تصميم مسجد إبراهيم الإبراهيم من خلال الجمع بين مختلف الهندسة المعمارية لبناء المسجد والتي يمكن رؤيتها في الخط وتصميمه المعقد للغاية، ويتم تطبيق أساليب التصميم المختلفة بما في ذلك الطراز العثماني (التركي) والهندسة المعمارية الحديثة في هذا المسجد. يعد مسجد إبراهيم الإبراهيم رمزًا لتاريخ جبل طارق ومجتمعه المتنوع.
تم إنشاء التصميم لهذا المسجد من قبل زكريا الحكوري، على مساحة مكونة من مبنى المسجد الرئيسي، سكن إمام المسجد، سكن لإداريي المسجد، ستة قاعات دراسية، قاعة اجتماعات، مبنى لمناولة الجثث، مكتبة عامة ومكتب لإداري المسجد ومطبخ ومرافق للوضوء ودورات مياه منفصلة.
الطابق الأرضي هو قاعة الصلاة الرئيسية في هذا المسجد، وهي مزينة بزخارف غاية في الجمال والرقي. تبلغ مساحة منطقة الصلاة الرئيسية حوالي 480 م² وتتسع لما يصل إلى 400 مصلي في وقت واحد. الثريات التسعة الموضوعة فوق هذه المنطقة مصنوعة من النحاس وتم طلبها مباشرة من الحرفيين المحترفين في مصر. والمصابيح الثمانية المعلقة مثبتة حول ثريا رئيسية واحدة تزن حوالي 2 طن معلقة تحت القبة الرئيسية للمسجد.
تم استيراد السيراميك الرخامي الموجود في هذا المسجد مباشرة من كرارا بإيطاليا ، واستخدم لتغطية الجدران الخارجية للمبنى، بما في ذلك الأعمدة القوية التي تدعم هيكل السقف في الغرفة الرئيسية للمسجد وجوانب المحراب. كما تم تزيين غرفة المحراب في هذا المسجد بزخارف مصنوعة من الجبس الأسمنتي.
أرضية الصلاة بالكامل مغطاة بسجادة وهي عبارة عن قطعة سجادة واحدة بدون فواصل مرتبة خصيصاً، كما أن أرضية مصلى النساء أيضاً مغطاة بنفس نوع السجاد خصيصاً تم طلبها من أحد حرفيي السجاد في المملكة العربية السعودية. الزخارف على السجاد في منطقتي الصلاة هاتين هي نفس الزخارف على المصابيح المعلقة.
وعلى غرار غرفة الصلاة الرئيسية، تم تزيين غرفة الصلاة المخصصة للنساء أيضًا بمصابيح معلقة مماثلة وتم طلبها من مصر. يتوفر مصعد لربط منطقة الوضوء بغرفة خاصة للزوار في الميزانين ومجهزة أيضًا بغرفة خاصة للأمهات المرضعات. يمكن للزوار من منطقة الميزانين الرؤية مباشرة إلى غرفة الصلاة الرئيسية على الرغم من أنها مغلقة بحاجز خشبي يسمى شاشة المشربية.
جميع أبواب هذا المسجد مصنوعة من خشب الساج. مزينة بزخارف جميلة ومتنوعة من النحاس ومصنوعة في مصر. ألواح الأبواب في الطابق الأرضي مصنوعة من الخشب الصلب بسمك 5 سم. وفي الوقت نفسه، زجاج النافذة مُجهز بزجاج زخرفي تم طلبه خصيصًا من مدريد بإسبانيا.
وصُنعت زخارف المسجد في مصر مثل الأهلة الموجودة أعلى قبة المسجد وفي أعلى المأذنة. زخرفة الهلال هذه مصنوعة من إطار فولاذي ثم مطلية بالنحاس ويبلغ ارتفاع الهلال على المأذنة ستة أمتار. تم بناء برج منفصل عن المبنى الرئيسي في هذا المسجد بارتفاع 71 متراً، وهو أعلى من ارتفاع المنارة القديمة التي لا تبعد كثيراً عن هذا المسجد.
تم تجهيز المسجد بنظام تكييف حديث مما يسمح الشعور بالبرودة في الصيف والدفء في الشتاء القارس.
المسجد إضافة جميلة لهذا المكان الإستثنائي، ويتوفر على إضائة جميلة وزاهية ويمكن رؤيته على بعد أميال